مقال

المحتوي الساخر والتعصب الرياضي..!!

بقلم السعودي محمد  « باحث قانوني »

يرتبط المحتوى الساخر بحالة مزاجية لدى الإنسان في التعبير والتعليق على ردود الفعل، والمواقف والأحداث من حوله، ويكشف موهبةً متأصلةً في سرعة اختيار الكلمات والعبارات التي تصف وتعلّق على المشهد، كما يختصر الكثير من الجهد والوقت في إيصال الرسالة بلغة بيضاء بسيطة، وسهلة، ومؤثرة، وصناعة الابتسامة بطرق غير مباشرة. كذلك يتيح المحتوى الساخر تفاعلاً أكبر من الجمهور في التعليق، والجاذبية نحو الانتشار والتمرير في شبكات التواصل الاجتماعي تحديداً؛ لذا لا تخلو كثير من الحسابات ومجموعات التواصل من المحتوى الساخر الذي أصبح اليوم يتشكّل بأساليب متعددة، وإسقاطات متكررة على كيانات وأشخاص، ووصل بعضها، إن لم يكن معظمها، إلى حد التجاوز والانفلات.

أهم محركات المحتوى الساخر في الرياضة مصر اليوم هو التعصّب، والانحياز التام للألوان، ويراه البعض ملحاً للرياضة، وتنفيساً منطقياً عن الذات، ولا يستثنى من ذلك جمهور في الشرق أو الغرب من هذا العالم، ولكن الأخطر أن يتحول هذا المحتوى الساخر إلى قضايا رأي عام، ودعاوى في المحاكم أو لجان النظر في المخالفات الإعلامية، وتتحول الابتسامة التي يصنعها البعض للآخرين إلى شكوى ضده، ويدخل معها في ترافع وإثبات وعقوبات كان في غنى عنها.

 

ما نريد الوصول إليه وتأكيده هو أن المحتوى الساخر في رياضتنا زاد من حجم التعصّب بشكل مخيف، وأصبح الوعي على المحك؛ فالقضية ليست محتوى ينشر وينتهي الموضوع، ولكنه محتوى قد يكون سبباً في ملاحقات قانونية متعبة على البعض، فضلاً أن يكون هذا المحتوى أصلاً يكشف مستوى التفكير وحالة النضج للآخرين، كذلك، وهذا أمر مهم، أن صناعة المحتوى الساخر كفن راسخ بتقاليده المهنية لا يعني مطلقاً الإساءة والتجريح، أو الخروج عن النص، ولكنه سيبقى أسلوباً في الكتابة لا يجيده الكثيرون، وهذا هو التحدي الذي يراه البعض سهلاً ليقع في المحظور القانوني بسهولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى