الاخبار

السؤال : فضل صيام يوم تاسوعا وعاشوا ؟ دار الإفتاء تجيب

 

متابعة : احمد سمير

الجواب : عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: ((مَا هَذَا؟))، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: ((فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ))، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري في صحيحه، وعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-، قَالَتْ: كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصُومُهُ، فَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ شَهْرُ رَمَضَانَ قَالَ: ((مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ)) أخرجه مسلم في صحيحه، وعن أبي قتادة- رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ)) أخرجه مسلم في صحيحه.
وعاشوراء : هو اليوم العاشر من شهر الله الحرام المحرم، وصيامه ثابت عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بالسنة الفعلية والقولية، ويثاب فاعل هذه السنة بتكفير ذنوب سنة قبله، كما مر من الأحاديث.
– حكم صيام يوم تاسوعاء:
يوم تاسوعاء هو اليوم التاسع من شهر الله المحرم، وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- يَقُولُ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ)) قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. أخرجه مسلم في صحيحه. وعلى هذا فصيام يوم تاسوعاء سنة قولية، ولم يتمكن النبي -صلى الله عليه وسلم- من فعلها لانتقاله إلى جوار ربه قبلها.
وتقديم صيام تاسوعاء على عاشوراء له حكم ذكرها العلماء منها:
أحدها: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر.
والثاني: أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم.
والثالث: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
– حكم الاحتفال بعاشوراء بغير الصيام:
يستحب التوسعة على الأهل يوم عاشوراء؛ لما ورد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ)) أخرجه ابن أبي الدنيا في النفقة على العيال، والطبراني في المعجم الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان، وقال ابن عيينة: قد جربناه منذ خمسين سنة أو ستين فما رأينا إلا خيرا.
وأما غير التوسعة مما يحدث من مظاهر لا يقرها الشرع، كضرب الجسد وإسالة الدم من بعض الشيعة بحجة أن سيدنا الحسين -رضي الله عنه- قتل وآل بيته -رضي الله عنهم جميعا وعليهم السلام- في هذا اليوم، فهو بدعة مذمومة لا يجوز الإتيان بها، والله تعالى أعلى وأعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى