المزيد

عروسة وحصان

كتب فرج احمد فرج

 

باحث انثروبولوجيا

الاحتفال بالمولد النبوي في جمعية الصناعات الصغيرة بأكتوبر

نظم قصر ثقافة 6 أكتوبربالحي السابع أمسية ثقافية فنية في مقر جمعية الصناعات الصغيرة بمدينة السادس من أكتوبر, وإستضاف قصر الثقافة كل من الفنان محمد رفاعي الكاتب الروائي والدكتور محمد أمين عبد الصمد مشرف عام ادارة التراث الشعبي بالمركز القومي للمسرح والموسيقي وتناول الفنان محمود الطوبجي الخزاف و فنان العرائس تاريخ عروسة المولد النبوي وتكوينها وكيفية تصنيعها, وتناول د. محمد أمين عبد الصمد موضوع الاحتفال في الثقافة الانسانية وتاريخها بالأعياد الدينية, ففي الديانات التقليدية هناك أنسنة للآلهة فيحتفلون بميلاد الآلهة والأحداث المهمة في حياة تلك الآلهة, وفي الديانات التوحيدية كانت الاحتفالات البديلة هي الاحتفال بالأنبياء والأولياء والقديسين. ومن الاحتفالات المهمة في الثقافة المصرية هو الاحتفال بالمولد النبوي الشريف, والذي تفنن المصريون في الاحتفال به على المستوى الشعبي والرسمي, وتسربت الكثير من الرواسب الثقافية من ثقافة المصريين القدماء إلى ثقافتنا المعاصرة في ثوبها الشعبي, فأصبح الاحتفال بالعروسة والحصان وهي صور احتفالية ممتدة من مصر القديمة.

كما أن التنويعات الثقافية على الخريطة المصرية تفننت في الاحتفال بالمولد النبوي فبين التنويعات الثقافية البدوية والتنويعات النهرية وتنويعة ثقافة الساحل ودائرته المتسعة, لذا نجد أن الاحتفالات تتباين وتتعدد عاكسة ثقافة مجتمعها.

البداية كانت من القاهرة في القرن الرابع الهجري مع دخول الفاطميين لمصر عام 973، وأجمعت أغلب الروايات على أن صناعها استوحوا الفكرة والأشكال من موكب الخليفة الفاطمي الذي كان يجوب الشوارع ويوزع الحلوى بكميات كبيرة على الناس والجنود يوم المولد النبوي الشريف.

واوضح الدكتور عماد الشرقاوي نائب رئيس جامعة 6 اكتوبر وعضو مجلس ادارة جمعية الصناعات الصغيرة وحضور مهندس محمود غنيم عضو الجمعية ، دور الفن في تأصيل التراث الشعبي والذي تجلي وظهر من انامل الصناع والحرفيين الذين حافظوا علي تلك الصناعات التراثية والصغيرة واستمتع الحضور بالمعرض المقام الي جاني الندوة والمتمثلة في العروسة والحصان.

عروسة المولد هي حلوى على شكل عروسة تُزين بتاج مصنوع من أعواد الخشب وترتدى فستانًا مصممًا من ورق ملون وهي من عادات المصريين في احتفالهم بيوم المولد النبوي ورغم أن عروسة المولد تُصنع أصلاً من السكر وتلعب بها البنات ثم يأكلنها، إلا أنها أصبحت تُصنع من البلاستيك وتتخذ أشكالا استحدثها عصر العولمة ولصنع عروسة المولد يتم مزج السكر بالماء ويُغلى المزيج على النار حتى يصبح قوامه غليظاً إلى درجة معينة، ثم يُصَبّ في قوالب ويُترَك حتى يبرد. ويتم إخراج الدمى بعد ذلك من القوالب، ثم يتم تلوينها وتزيينها.

مصر انفردت عن سائر الدول الإسلامية بعمل عروسة وحصان المولد التى بدأت منذ العصر الفاطمى ولكنها جاءت من أصول مصرية قديمة فإن عروسة وحصان المولد تجسيد لأسطورة إيزيس وأوزوريس فى شكل حصان المولد المستوحى من تمثال “حورس” راكبًا الحصان ممسكًا بالسيف ليقتل رمز الشر “ست” الذى صور على هيئة تمساح وفى شكل عروسة المولد وكرانيشها الملونة المستوحاة من جناح إيزيس الملون.

فى الفترة المسيحية بعد ذلك صنع أقباط مصر العروسة فى مصانع بمنطقة أبو مينا بكينج مريوط بالإسكندرية، وكانت ترمز فى المسيحية إلى النفس البشرية، وهى اللعبة المفضلة للبنات، وصوروا الفارس وهو البطل الذى يمتطى جواده ويطعن الشر بحربته، وهى الصورة التى استوحاها المسيحيون من النحت الذى يمثل حورس وهو يطعن (ست) رمز الشر وشهد العصر الفاطمى عملا دؤوبا من المسلمين لإحياء مصانع مدينة أبو مينا التى أغلقت أبوابها وصادف ذلك احتفالهم بالمولد النبوى الشريف، فبدأ العمال المسيحيون فى استئناف نشاطهم وصنعوا العروسة والفارس الممتطى الحصان كى يفرح بها الأطفال المسلمون والمسيحيون بعيدًا عن أى مدلولات دينية، ثم صنعت العروسة والحصان من الحلوى وخامات مختلفة فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف.

تباينت القصص والرويات حول بدايتها ففي رواية تقول أن الجاكم بأمر الله كان يحب أن تخرج إحدى زوجاته معه في يوم المولد النبوي، فظهرت في الموكب بثوب ناصع البياض وعلى رأسها تاج من الياسمين، فقام صنّاع حلوى المولد برسم الملكة والحاكم في قالب الحلوى على هيئة عروس جميلة، والحاكم تم صنعه فارسًا يركب جوادًا. وجاءت رواية آخرى ظهور عروسة المولد بأن الحاكم بأمر الله قرر منع إقامة أي من الزينات أوالاحتفالات بالزواج إلا في المولد النبوي، لذلك كان الشباب وعامة الناس ينتظرون أيام المولد لإتمام زواجهم، وكانت العروسة المصنوعة من الحلوى والمزينة بأبهى الألوان بمثابة الإعلان عن قرب الزواج وإقامة الأفراح، وكانت عروسة المولد النبوي هدية أهل العريس للعروسة.وذكرت رواية آخرى بأن بداية ظهور عروسة المولد النبوي تعود إلى تشجيع الخليفة الفاطمي جنوده المنتصرين على أعدائه بتزويجهم بعروس جميلة، فأصبحت عادة وقت احتفالات النصر كل عام أن يقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس جميلة من الحلوى، لتقديمها هدايا إلى القادة المنتصرين وعامة الشعب والأطفال.

أنواع حلوى المولد

بدأت “حلاوة المولد” بعروسة تردى فستان جميل وفارسا يمتطى جوادا، كانت ترجع إلي رواية تقول أن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، كان يحب أن تخرج إحدى زوجاته معه فى يوم المولد النبوى، فظهرت فى الموكب بثوب ناصع البياض، وعلى رأسها تاج من الياسمين، ولذلك قام صناع الحلوى برسم الأميرة والحاكم فى قالب الحلوى على هيئة عروس جميلة، والحاكم تم صنعه فارسا يمتطى جوادا.

وانتقلت بعد ذلك الى أشكال وأنواع كثيرة بألوان متعددة حيث يقوم صناع الحلاوة والمحلات باختراعات جديدة فخرجت الحلاوة من شكلها التقليدى من السمسمية والحمصية والفولية والملبن الى أنواع كثيرة مثل الشكولاتة والمارشيملو و المكسرات مثل البندق والفستق والكاجو أو مضافا إليها قمر الدين والمشمش المجفف والكريز والقراصيا، بهدف جذب المستهلك بقطع ذات ألوان مبهجة وطعم لذيذ.

وفي نهاية الأمسية قدمت الفرقة الموسيقية الغنائية لقصر ثقافة شبرا الخيمة عرضًا غنائيًا, شمل الكثير من الأغاني الدينية المحتفية والمحتفلة بالمولد

النبوي الشريف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى